غرس من غراس الجنّة: (فعن أَبي أَيوب الأنصارِي رضي الله عنه أن رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ مَرَّ عَلَى إِبْرَاهِيمَ عليه السلام فَقَال له: مُرْ أُمَّتَكَ فَلْيُكْثِرُوا مِنْ غِرَاسِ الْجَنَّةِ فَإِنَّ تُرْبَتَهَا طَيِّبَةٌ وَأَرْضَهَا وَاسِعَةٌ، قَالَ عليه السلام: وَمَا غِرَاسُ الْجَنَّةِ؟ قَالَ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ) [٨]. طريقة لحفظ النعم والأملاك: قال تعالى في كتابه: (وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّه) [٩]. سبب لغفران الذنوب والخطايا: فعن عبد الله بن عمرو أنّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: (ما علَى الأرضِ أحدٌ يقولُ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، واللَّهُ أَكْبرُ، ولا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللَّهِ، إلَّا كُفِّرَت عنهُ خطاياهُ ولو كانت مثلَ زبدِ البحرِ) [١٠]. الحوقلة باب من أبواب الشفاء بإذن الله: فهي تقوّي العبد من خلال الاستعانة بقوة الله تعالى لإنجاز كل صعب وتذّكر العبد بحاجته إلى الله عز وجل، وأنّ قوته مصدرها الله فقط. ومن فضلها أن الله سبحانه يصدق قائلها: فمن صدقه الله سبحانه وتعالى على ما يقول فليبشر بالخير بإذن الله، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (إذا قال العبد: لا إله إلا الله والله أكبر صدقه ربه، قال: صدق عبدي لا إله إلا أنا وأنا وحدي، وإذا فال: لا إله إلآ الله وحده لا شريك له، صدقه ربه قال: قال صدق عبدي لا إله إلا أنا ولا شريك لي، وإذا قال: لا إله إلا الله له الملك وله الحمد قال: صدق عبدي، لا إله إلا أنا لي الملك ولي الحمد، وإذا قال: لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله، قال: صدق عبدي لا حول ولا قوة إلا بي) [١١].
ومنها: أن من داوم عليها وجد قوة في بدنه، قال ابن القيم - رحمه الله -، "وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - يذكر أثرًا في هذا الباب، وهو: "أن الملائكة لما أُمروا بحمل العرش، قالوا: يا ربنا كيف نحمل عرشك وعليه عظمتك وجلالك؟ فقال: قولوا: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، فلما قالوها حملوه" [14]. وهذه الكلمة لها تأثير عجيب في معاناة الأشغال الصعبة، وتحمل المشاق، والدخول على الملوك، ومن يُخاف، وركوب الأهوال" [15]. وكان حبيب بن مسلمة يستحب إذا لقي عدوًا، أو ناهض حصنًا يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، وإنه ناهض يومًا حصنًا فانهزم الروم، فقالها المسلمون وكبروا، فانصدع الحصن [16]. تنبيه: بعض الناس ينطق هذه الكلمة بشكل غير صحيح، فيقول: ( لَا حَوْلِ اللَّهِ) ، وبعضهم يستخدمها في غير موضعها، قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: "وذلك أن هذه، أي: ( لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّه ِ) هي كلمة استعانة، لا كلمة استرجاع، وكثير من الناس يقولها عند المصائب، ويقولها جزعًا لا صبرًا" [17]. والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. [1] برقم 6384. [2] (35/ 327) برقم 21415، وقال محققوه: حديث صحيح.